سعادة الدكتور أيوب عبدالله بدري

سعادة الدكتور أيوب عبدالله بدري 
مدير منطقة دبي التعليمية 2006 

أحد الأخوة الكرام الذين أثروا حياتي التربوية والتعليمية لا أنس أبداً يوم أن فازت مدرسة المعارف الثانوية بجائزة الشيخ حمدان بن راشد فئة الإدارة المتميزة 2001 . 

فقد كان أول اتصال تلقيته منه وقال بالحرف الواحد فعلتها يا العبدولي وفزت ألف ألف مبروك جائزة التميز .. الحقيقة كنت في منام الظهيرة وكانت أول مشاركة لي .. بل جعلت المشاركة كأنها بداية لعصر جديد فأنا لم أمض في المدرسة سنتين وكنت جديدا على هكذا مسابقات وقد هيأت الجميع للفوز بالجائزة ( طلاب ومدرسين وأولياء أمور ) ولكنني قد أعلنت عنها أنها ستكون 2002 . 

كان الدكتور الكريم هو من الداعمين لي منذ أن أصبحت مساعد مدير مدرسة الإمارات الإعدادية ثم أكبر داعم لي عندما أصبحت مدير مدرسة المعارف الثانوية . 

الحقيقة لم نفز بجائزة واحدة بل ثلاث جوائز متميزة ( الإدارة المتميزة والطالب المتميز والتجربة المتميزة ) ثلاث جوائز إلى الآن لم تحصل المدرسة على غيرها 

أهدى لي كتابا غيّر طريقة حياتي كان عنوانه ( لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر ) بقلم د. ريتشارد كارلسون 

بالفعل قد غير لي أسلوب تفكيري وأصبحت أكثر فاعلية .. في يوم من الأيام جلست معه فرأيت انصباب اهتمامه على تربية الجيل .. شغله الشاغل .. محط اهتمامه .. كيف سيكون الجيل القادم؟ .. وكيف يستطيع أن يساهم في بناء هذا الجيل من خلال موقعه كمدير منطقة تعليمية ؟ .. الحقيقة أن دعمه هذا لم يكن لصالح العبدولي فقط بل جميع مديري ومديرات منطقة دبي التعليمية بل أ، عصره هو العصر الذهبي لإنجازات منطقة دبي التعليمية وخصوصا في مجال جائزة الشيخ حمدان بن راشد للتميز التعليمي. 

قال لي بالكلمة الواحدة لا أتبنى منهجية طرد طالب من المدرسة مهما كان جرمه .. ولذلك إذا حولت لك طالب فأنا على ثقة أنك ستساهم في تعديل سلوكه . 

هذه الكلمات أشعلت الحماس في نفسي وزادتني ثقة في أسلوبي في العمل وأيضا في إدارتي العليا وعليه طيلة ثلاث سنوات عمل لم يتم فصل أي طالب بسبب سلوك غير جيد أبدا. 

هذه قصة جميلة ( في يوم من الأيام تم تحويل طالب قام بإحراق صف في مدرسته ) فقلت من قام بتحويله فقال الدكتور أيوب .. فقلت هذا اختبار لتعديل السلوك وتعزيز الثقة . 

ولله الحمد والمنة تم قبول الطالب في الصف الثاني الأدبي 4 بعد أن تم عمل تمثيلية متميزة مع موجه الجغرافيا الأستاذ كمال طه وكأنني أذكر ما حدث الآن أمامي .. دخل الطالب بيده ورقة النقل فاعتبرته غير موجود وأكملت كلامي مع موجه الجغرافيا .. هل سمعت ماذا حصل في مدرسة (....) هناك طلاب غير مؤدبين قاموا بإحراق صف بأكمله .. الحقيقة هؤلاء جابوا العار لأبيهم وأهلهم .. وبالطبع الأستاذ كمال طه يبادلني نفس حدة الكلام في الموضوع .. والطالب واقف ما يقارب 25 دقيقة . 

ثم التفت له وقلت نعم أخويه ماذا تريد ؟ .. فقال : هذه ورقة النقل ؟ قلت وأي نقل هل استلمت ورقة لا مانع من مدرستنا فقال لا أنا أرسلني الدكتور أيوب .. فقلت له وما هي الأسباب ؟ فقال القصة كاملة ..قلت وهل سوف تعيدها هنا ..قل الحقيقة فأنت رجل وأنا أثق بكلامك ووعدك .. فقال ستجد شخصا آخر اسمه (....) في المدرسة .. قلت له هذا وعد فقال وعد .. واتفقنا . 

تكملت القصة.. حصل الطالب في الثاني الثانوي على 84% وانتقل إلى الصف الثالث الثانوي والذي حصل فيه على 79% فأخذت صورة عن الشهادة وأطلعت عليها الدكتور أيوب فلم يتمالك نفسه إلا أن حضنني وقال بصوت عال قلت لكم بأنه قدها .. 

نعم هذا حرصه على أبنائه بل امتد تأثيره على جميع من عمل معه ..ولا أنس يوم أن سرت أنباء أنه قد قدم استقالته بعد خلاف مع وزارة التربية .. أجمع الجميع بأنه خسارة للميدان التربوي والتعليمي وأصبحت المنطقة مظلمة فقد فقدت شعاعها الواضح وطاقتها المحركة وكم سررنا عندما تدخل سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وأعاد الأمور إلى نصابها .. كانت فرحة لا يعلمها إلا الله تعالى . 

كان أسلوبه في التعامل مع الآخرين المحبة والتواصل الجميل .. ابتسامته على محياه .. صوته رحيم حازم ... تفويضه لأهل الثقة .. اختار الصالحين .. عارفا بالناس .. فكانت منطقة دبي التعليمية رمزا للتفوق والتميز في عهده. 

كنت مخلصا محبا لبلدك وأهلك وكل من عمل معك فألف ألف شكر لك معلمي على ما علمتني إياه في حياتي ونظل نذكرك ما حيينا ولك دعوة في ظلمة الليل نسأل الله قبولها.