سعادة الأستاذ خليفة بن فارس
مدير منطقة دبي التعليمية 2007
تبنى صالح العبدولي منذ أن كان مدرسا .. فقد عملت مدرسا بمدرسة الإمارات الإعدادية لمادة التربية الإسلامية وكان يومها مساعدا لمدير المدرسة فكان خير داعم لي وموجها لي عند الحاجة فقد أحسست بتبنيه لي إداريا ( عمره مثل عمري ) يسبغ علي من خبراته ، ويوجهني لتحقيق الأفضل .. رأيت فيه إخلاصه في عمله وحبه للخير بل حب الناس له وتقديرهم لشخصه وهذا ما جعله يتقلد المناصب حتى وصل إلى مدير منطقة دبي التعليمية .
عندما ترقى وأصبح مدير مدرسة كنت يده اليمنى فكانت ترقيتي معه كمساعد مدير تعلمت منه أسلوب الإدارة .. الحلم .. العدل .. تقدير ظروف الناس .. تعلمت منه الرحمة والعطف والإنسانية .
كنا نسهر في المدرسة إلى منتصف الليل وحولنا الطلاب لننتهي من طباعة الشهادات للطلاب فالطلاب يقضون وقتهم بالمدرسة حبا فيها ينظفونها ..يجملونها ... يصبغونها .. ولا أبالغ إذا قلت بأننا كنا لا نستعين بموظفي الصيانة صيفا بسبب أن طلابنا يقومون بالواجب تجاهها .
كان ينصحني ويقول حبب الطلاب بالمدرسة تديرها بتميز .. سبحان الله فإذا أحبوا مدرستهم لم يبخلوا عليه بالجهد والبذل .
في يوم من الأيام حصل خلاف بيني وبين أحد المدرسين وكنت سنة أولى إدارة ( مساعد مدير ) وكنت أتجاهل ذلك المدرس فقال لي بن فارس يا أخويه لا تتجاهل من أنت مسؤول عنه فإذا تجاهلته ذهب إلى غيرك وصعب تصحيح سلوكه . والله الذي لا إله إلا هو ما زلت أتذكر هذه الكلمات وأرى نتيجة تطبيقها في عملي .
أهداه الله لي أخاً كبيرا في مقامه رحيما في علاقته محبا لأهل الخير مساندا عند الحاجة
بالفعل قد غير لي أسلوب تفكيري وأصبحت أكثر فاعلية .. وعندما أصبح مدير منطقة دبي التعليمية لم يتغير عن سلفه فقد كان خير خلف لخير سلف فقد سبقه بها الدكتور أيوب بدري وأكمل من بعده المسيرة .
فقد كان الداعم الأكبر لي في مسيرتي كمدير مدرسة بل زاد التوجيه حبا في تميزي وقد رأيت انصباب اهتمامه على تربية الجيل .. شغله الشاغل .. محط اهتمامه .. كيف سيكون الجيل القادم؟ .. وكيف يستطيع أن يساهم في بناء هذا الجيل من خلال موقعه كمدير منطقة تعليمية ؟ .. الحقيقة أن دعمه هذا لم يكن لصالح العبدولي فقط بل جميع مديري ومديرات منطقة دبي التعليمية بل أن عصره هو استكمال للعصر الذهبي لإنجازات منطقة دبي التعليمية وخصوصا في مجال جائزة الشيخ حمدان بن راشد للتميز التعليمي.
نعم هذا حرصه على أبنائه بل امتد تأثيره على جميع من عمل معه ..ولا أنس يوم أن سرت أنباء أنه قد قدم استقالته بعد خلاف مع وزارة التربية .. ( وهيئة المعرفة التي أسست مؤخرا ) أجمع الجميع بأنه خسارة للميدان التربوي والتعليمي وأصبحت المنطقة مظلمة فقد فقدت شعاعها الواضح وطاقتها المحركة ثم تلاشت منطقة دبي التعليمية حيث لا وجود لها اليوم في ظل تدهور واضح في مخرجات التعليم على مستوى دبي وخصوصا إذا ربطنها بمعيار الفوز في الجوائز التي تستهدف التعليم سواء الداخلية والخارجية .
كان أسلوبه في التعامل مع الآخرين المحبة والتواصل الجميل .. ابتسامته على محياه .. صوته رحيم حازم ... تفويضه لأهل الثقة .. اختار الصالحين .. عارفا بالناس .. فكانت منطقة دبي التعليمية رمزا للتفوق والتميز في عهده.
ويكفيك فخرا بأن جميع من عمل معك يذكرك بخير .. كنت مخلصا محبا لبلدك وأهلك وكل من عمل معك فألف ألف شكر لك معلمي على ما علمتني إياه في حياتي ونظل نذكرك ما حيينا ولك دعوة في ظلمة الليل نسأل الله قبولها
آخر الفيسبوك
إنستغرام