آخر الفيسبوك

إنستغرام

أخوة في الطريق

سعادة راشد بالهول المهيري

سعادة راشد بالهول المهيري رئيس مجلس إدارة نادي الوصل الرياضي من سنة 2004 - 2009 تحقق في ظله إنجازا لم يسبقه له أحد وهو ثنائية الدوري والكأس 2006/2007 .

لمست منه الحرص على تربية اللاعبين قبل تعليمهم الرياضة فقد كان حريصا كل الحرص على التركيز على الجانب التربوي للاعبين فإنني أذكر له هذا الموقف حيث كان الوقت بعد صلاة المغرب وكان قد مر على تعييني مسؤول الأنشطة الثقافية في النادي سنة كاملة وأمام بوابة الإدارة أخذ بيدي وتطرف قليلا وقال يا شيخنا نحن عندنا ضعف في الجانب التربوي للاعبين وخصوصا الصغار وعليه أتمنى أن تتولى مسؤولية الاشراف على قطاع مدارس كرة القدم . الحقيقة قبلت فورا واشترطت بقائي كرئيس للجنة الثقافية . ولله الحمد والمنة لم نخذله بل كان قطاع مدارس كرة القدم مضرب الأمثال في تلك السنة والتي تليها وقدوة حسنة لجميع القطاعات . بل أن ثقة أولياء الأمور زادت كثيرا حيث وصل العد إلى 223 لاعبا بعد أ، كان 47 لاعبا .

موقف آخر لابد من ذكره .. كان هناك عامل بسيط في نادي الوصل اسمه (علي) اسند له عامل مهام في قطاع المدارس دخل علي المكتب وهو يبكي فقلت له ماذا دهاك يا علي ؟ لماذا تبكي ؟ هل ضايقك أحد ؟ فقال : أنا  راتبي 700 درهم وأجمع شهريا هذا المبلغ وابعثه إلى أهلي حتى يحج أبي ومن ثم أمي فهذه أمنية كل واحد منهما . واليوم أنا في أشد الفرح فقد كتب الله لي أن أكون من المجموعة التي ستغادر إلى الحج هذا الموسم .

فسألته وكيف ذلك فقال هناك وفد من نادي الوصل يخرج سنويا إلى الديار المقدسة وكان نصيبي فيهم هذا العام.

سألت عن ذلك الوفد فوجدت أن الذي كونه هو سعادة راشد بالهول المهيري ويستهدف جميع العاملين في النادي من الفقراء الذين لا يستطيعون السفر أو الذهاب لأداء هذه الفريضة وسنويا كان يخرج أكثر من 20 موظف .

موقف جميل آخر من تعايشي لهذا الرجل .. كنت أجلس مع أخ لي في الله في مكتبة النادي قد تجاوز الستين من العمر وأنا أتحرى حالته قلت له لماذا لم تذهب إلى الحج فقال ليس لدي الاستطاعة قلت له وإذا وفرنا لك التذاكر فقال أذهب ..

وبالفعل كأني أذكر ذلك اليوم جيدا ذهبت إلى أبو محمد وهو جالس يشاهد مباراة الوصل مع العين فئة الرديف فانتظرت فوجدته يأتي إلي ويقول تريد أن تقول شيء يا شيخنا فقلت هناك واحد تجاوز الستين أقصى أمانيه أ، يذهب إلى الحج في هذا الموسم . فقال أذهب وأخبر الذي ينظم الرحلة فإن كان هناك متسع سيقبله وبالفعل ذهبت فوجدت أن هناك مكانا واحدا فأدرجت اسمه ورجعت ابشره وقلت له باق لك ثلاثة أيام تجهز فيها نفسك فرح كثيرا ومن شدة فرحته بكى .

أيها الأخوة كل هذه حصل أمام عيني وكان من فضل الله عليه أن حقق ما لم يحققه أحد غيره .

ولعل ما استشهد به في هذا الموقف هو زيارة الوفد السوداني للتهنئة .. فقد زارنا وفد نادي المريخ لتهنئة النادي بثنائية الدوري والكأس وتم الاجتماع في مكتبة النادي وكان بحضور الأستاذ العزيز بسير عبدالله النور رئيس المكتبة آنذاك . ودار حوار طويل وجميل وطلب سعادة راشد بالهول رأيي في البطولة وكيفية الوصول لها فقلت ( والله يا بومحمد إذا كان من مؤشر لهذه البطولة بناء على أساسيات التخطيط الاستراتيجي فإنه لا يوجد ) ولكني أرجعها إلى دعوة عامل بسيط أو حاج فقير رفع يديه إلى الله متضرعا وقائلا اللهم كما فرّحنا بقدومنا إلى بيتك المقدس وتأدية فرضك علينا فاجعل الفرح نصيبه في النيا والآخرة ) ضحك أبو محمد واستكمل اللقاء

موقفنا معه كثيرة وعديدة كلها تصب في خانة أنه من عباد الله الذين اختصهم لمنفعة الناس ( ولا نزكيه على الله تعالى ) هذا حسبنا به ونسأل الله له التوفيق والتقدم.