آخر الفيسبوك

إنستغرام

خطبة الجمعة

إن الله جميل يحب الجمال


فقَدْ روَى الإِمامُ مسلمٌ رحمهُ اللهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ». قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ:إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ.

 عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( السمت الحسن ، والتؤدة , والاقتصاد , جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة) رواه الترمذي ــ والحديث حسنه الألباني


 وقال بعضهم : إن للحسنة نورا في القلب , وضياء في الوجه , وسعة في الرزق , ومحبة في قلوب الناس . وقال أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ما أسر أحد سريرة , إلا أبداها الله تعالى على صفحات وجهه , وفلتات لسانه


 كما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : من أصلح سريرته أصلح الله تعالى علانيته

ثم قال ابن كثير : فالصحابة رضي الله عنهم خلصت نياتهم , وحسنت أعمالهم , فكل من نظر إليهم أعجبوه في سمتهم وهديهم , وقال مالك رضي الله عنه : بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة رضي الله عنهم الذين فتحوا الشام يقولون : والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا


فقد أخرج أبو داودعن أبي الأحوص عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب دون، فقال ألك مال، قال نعم، قال من أي المال، قال قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق، قال فإذا أتاك الله مالا فلير أثر نعمة الله عليك وكرامتهوهو حديث صحيح.


فرثاث ثوبك لا يزيدك زلفـة      عند الإله وأنت عبد مجـرم


 وبهاء ثوبك لا يضرك بعد أن    تخشىالإله وتتقي ما يحرم


وفي سنن الترمذي " إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" رواه الترمذي برقم 2963 وقال حسن صحيح

 


 قوله تعالى:  وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ( الحجرات:7)


 جاءه كعب بن مالك رضي الله عنه، وقد كان من المتخلفين عن غزوة تبوك، جاء بعد أن تاب الله عز وجل عليه يُهْرَعُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: يا رسول الله إن من توبة الله عليَّ أن أنخلع من مالي كله صدقة، قال له المصطفى  "بل أمسك عليك بعض مالك، فذلك خيرٌ لك"، أي نعم إن حبك هذا يدفعك إلى أن تضحي بكل شيء في سبيل التعبير عن حبك، عن عبوديتك لله، ولكن كيانك الجسمي الذي أقامه الله عز وجل في كيان كل إنسان لا يقوى على ذلك .


 ويروي الإمام مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم خطب في الناس فقال: "يا أيها الناس إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا".فقال رجل: يا رسول الله ألكل عام؟ سكت عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى رددها الرجل ثلاثاً فقال: "لو قلت نعم لوجبت ولا تستطيعون، أيها الناس اتركوني ما تركتكم، إذا أمرتكم بأمرٍ فافعلوه ما استطعتم، وإن نهيتكم عن شيء فدعوه"، فذلك هو معنى قول الله عز وجل {لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ}، إنها الرحمة التي أودعها الله عز وجل في قلب رسوله لأمته يبلغهم رسالات الله،


 روي عن ذي النون المصري ؛ أنه قيل: له متى أحب ربي؟ قال: إذا كان ما يبغضه أمر عندك من الصبر. قال ابن القيم –رحمه اللهالشكر ظهورأثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافًا، و على قلبه شهودًا ومحبةً، وعلىجوارحه انقيادًا و طاعة"

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ ... [البقرة: 172].

الشكــر لله اعتراف بفضله، واحترام لكرمه، وإجلال لنعمه، وثناء على عطائه، واعتراف بجميله، وإن ظهور أثر النعمة، وجلاء لطيف المنّة، ووضوح فضل المتفضل بالثناء عليه، والمحبة له، واستعمال ما أعطى فيما يحب، والانقياد لأمره، والرضى بحكمه. معرفة مصدر النعمة شكر، والثناء عليها شكر، وتوجيهها في الطاعة شكر، ومشاهدة المنّة بها شكر، وحفظ حرمات المنعم شكر، وامتلاء القلب بمحبته شكر، ولهج اللسان بذكره شكر، والتسبيح بحمده شكر.

الشكــر يزيد النعم، ويزيل النقم، ويُبلِّع المنى. إن الإيمان نصفان نصف شكر ونصف صبر، بل قد لا يبعد الأمر إذا قلنا إن الدين كله شكر، فمن شُكْر الله الاعتراف بوحدانيته، والإيمان برسله، والصلاة شكر، والزكاة شكر، والصوم شكر، والحج شكر، والذكر شكر،