آخر الفيسبوك

إنستغرام

خطبة الجمعة

الكسب الطيب

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ أَشْفَيْتُ مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنِي مَا تَرَى مِنْ الْوَجَعِ وَأَنَا ذُو مَالٍ وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي وَاحِدَةٌ أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: "لَا"، قَالَ قُلْتُ أَفَأَتَصَدَّقُ بِشَطْرِهِ؟ قَالَ: "لَا الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْتَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ وَلَسْتَ تُنْفِقُ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ بِهَا حَتَّى اللُّقْمَةُ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ".أخرجه مالك وأحمد والبخارى ومسلم .

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( أربع إذا كنّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : حفظ أمانة ، وحسن خليقة ، وصدق حديث ، وعفة طعمة)) .

[ رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص 

 وكَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رضيَ اللهُ عنهُ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مَالاً، فَإِنَّهُ لاَ يُصْلِحُ الْفِعَالَ إلاَّ الْمَالُ.


 قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه فَعَرَضَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِىُّ رضي الله عنه أَنْ يُنَاصِفَهُ مَالَهُ، وَكَانَ سَعْدٌ ذَا غِنًى، فَقَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي مَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ، فَأَتَى السُّوقَ فَرَبِحَ شَيْئاً مِنْ أَقِطٍ وَشَيْئاً مِنْ سَمْنٍ، فَرَآهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْصُفْرَةٍ فَقَالَ:« مَهْيَمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟». فَقَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ. قَالَ : « فَمَا سُقْتَ إِلَيْهَا؟ ». قَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ :( أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ )


 فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات وأعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم ) (سورة المؤمنون آية 51) وقال : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم وأشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) (آية 172 من سورة البقرة ). ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء ، يا رب ، يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك) (رواه مسلم )

 وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ أمن الحلال أم من الحرام)

عن سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله تعالى حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين )  أخرجه أبو داود

في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على صُبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً. فقال: « ما هذا يا صاحب الطعام؟ » قال: أصابته السماء يا رسول الله.قال: « أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني» رواه مسلم.

عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة ، حتى يسأل عن عمره فيم أفناه ، وعن علمه فيم فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيم أبلاه ؟ " سنن الترمذي.

 


ولقد قال بعض السلف: إن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها إلا الهمُّ في طلب المعيشة. وفي أخبار عيسى عليه السلام أنه رأى رجلاً فقال: ما تصنع؟ قال: أتعبد. قال: ومن يعولك؟قال: أخي. قال: وأين أخوك؟ قال: في مزرعة. قال: أخوك أعبد لله منك.

قال تعالى : (( قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))   قال الحسن - رحمه الله - : (( الخبيث والطيب : الحلال والحرام ))   وقال القرطبي - رحمه الله -: هو (( عامٌ في جميع الأمور ، يُتصورُ في المكاسب ، والأعمال ، والناس ، والمعارف من العلوم وغيرها ، فالخبيثُ من هذا كلِه لا يفلح ولا يُنْجِب ، ولا تحسنُ له عاقبة وإن كثر ، والطيب وإن قل ، نافعٌ ، جميلُ العاقبة ))  

عملاً بقول الرسول- صلى الله عليه وسلم -: (( إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ ، لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ ، فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ ، اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ ، وَقَعَ فِي الْحَرَامِ ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى ، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى ، أَلاَ وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً ، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ )) رواه البخاري ومسلم

وفي الحديث عند الطبراني وغيره أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: يا رسول الله: ادعوا الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم((يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمدٍ بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يُتقبل منه عملٌ أربعين صباحًا وأيما عبدٍ نبت لحمه من سحت فالنار أولى به ))


وروى البخاري، عن عائشة رضي الله عنها قالت:( كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه غلام فجاء له يومًا بشئٍ فأكل منه، فقال له الغلام: أتدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر و ما هو؟ فقال: تكهنتُ لإنسان في الجاهلية وما أُحسنُ الكِهانة إلا أني خدعته فَلقينِي فأعطاني بذلك هذا الذي أكلت منه، فأدخل أبوبكر يده فقاء كل شئ في بطنه)وفي رواية أنه قال: لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها، اللهم إني أبرؤ إليك مما حملت العروق وخالط الأمعاء


عن أبي أمامة الحارثي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( من اقتطع حق امرئ مسلمٍ بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرّم عليه الجنة، فقال له رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يارسول الله، قال وإن كان قضيبًا من أراك)) رواه مسلم  


ورُوي أيضًا عن عدي بن عميرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطًا فما فوقه كان غلولاً يأتي به يوم القيامة)). والله عز وجل(( وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ))(آل عمران:161)) .