وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لجلسائه يومًا: تمنوا. فقال أحدهم: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت دراهم، فأنفقها في سبيل الله. فقال: تمنوا. فقال آخر: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت ذهبًا، فأنفقه في سبيل الله. فقال عمر: لكني أتمنى أن يكون ملء هذا البيت رجالاً من أمثال أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وحذيفة بن اليمان، فأستعلمهم في طاعة الله. - رواه البخاري
عن أبي سعيد الخدري -رضيالله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:( ما بعث الله من نبي ولا استخلفمن خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمرهبالشر وتحضه عليه، فالمعصوم من عصم الله تعالى) البخاري 7198
قال لقمان لابنه يا بني: ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله خليلاً صالحاً فإنماالخليل الصالح كالنخلة إذا قعدت في ظلها أظلتك، وإذا احتطبت من حطبها نفعتك، وإذاأكلت من ثمارها وجدته طيباً.
كن كالنخيل عن الأحقادِ مرتفعاً
يُرمى بحجر فيلقي أطيب الثمرِ
وذكر الماوردي أن المأمون كتب في اختيار وزير : إني التمست لأموري رجلا جامعا لخصال الخير : ذا عفة في خلائقه واستقامة في طرائقه , هذبته الآداب وأحكمته التجارب إن أتمن على الأسرار قام بها , وإن قٌلد مهمات الأمور نهض بها , يسكته الحلم وينطقه العلم وتكفيه اللحظة وتغنيه اللمحة له صولة الأمراء وأناة الحكماء وتواضع العلماء وفهم الفقهاء إن أُحسن إليه شكر و إن ابتُلي بالإساءة صبر لا يبيع نصيب يومه بحرمان غده يسترق قلوب الرجال بخلابة لسانه وحسن بيانه.
وقال البخاري: حدثناعبيد بن إسماعيل ، عن أبي أسامة ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أخبروني عن شجرة تشبه - أو : كالرجل - المسلم ، لايتحات ورقها [ ولا ولا ولا ] تؤتي أكلها كل حين" . قالابن عمر: فوقع في نفسي أنها النخلة ، ورأيتأبا بكر وعمر لا يتكلمان ، فكرهت أن أتكلم ، فلما لم يقولوا شيئا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هي النخلة" . فلما قمنا قلتلعمر : يا أبتا ، والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة . قال : ما منعك أن تكلم ؟ قال : لم أركم تتكلمون ، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا . قالعمر : لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا
فالنخلة نافعة بثمارها، وأوراقها،وظلها، وجذعها، وخوصها، وكرانيفها، وليفها، وكروبها، وعذوقها، وأنويتها، وقطميرها، وجمارها، وجمالها في حياتها وبعد موتها. والمؤمن أينما وقع نفع، وهو نافع: بعلمه،وأخلاقه، وماله، وجهده، وحديثه، وفضل زاده، وفضل ظهره، وفعله، وقوته، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، وتعاونه على البر والتقوى، وتراحمه، وترابطه، وتآزره مع المجتمع.
قال شريح بن عبيد : لم يكن في بنى اسرائيل ملك الا ومعه رجل حكيم , اذا راه غضبانكتب اليه صحائف في كل صحيفه ارحم المسكين واخش الموت واذكر الاخره فكلما غضب الملك ناوله الحكيم صحيفه حتى يسكن عضبه.
كما بين النبي صلى الله عليه و آله و سلم ذلك بقوله ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أبو داوود و الترمذي.
قال كما عند أبى داوود ( لا تصاحب إلا مؤمناً).و في الحديث ( خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه) أخرجه الترمذي
و في الحديث (من ولاه الله أمر المؤمنين شيئا ً فأراد بهم خيراً جعل الله له وزير صدق ٍ إن نسي ذكره و إن ذكر أعانه) أخرجه أحمد و النسائي
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" [رواه مسلم]، وقوله: "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم" [رواه مسلم].
أخرج البخاري ( كان الحر بن قيس من مقربي عمر رضي الله عنه و هم عمر أمامه بضرب عيينة بن حص لتطاوله عليه فقال له الحر إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه و آله و سلم خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين و إن هذا من الجاهلين فقال الراوي و الله ما جاوزها عمر حين تليت عليه و كان وقافاً عند كتاب الله )
يروى عن الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري أنه قال : " إنكم في زمان الناس فيه كالشجرة المخضوضرة لا شوك لها , إن دنوت منهم لاطفوك وإن أمرتهم بمعروف أطاعوك , وإن نهيتهم عن منكرلم يُعادوك , وسيأتي زمن الناس فيه كالشوك إن دنوت منهم عادوك, وإن أمرتهم بمعروف عصوك , وإن نهيتهم عن منكر عادوك
و يروى أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اختار عبد الله ابن عباس ٍ رضي الله عنهما ليشير عليه فقال له أبو العباس يا بني إني أرى هذا الرجل ( يعني عمر ) يستشيرك و يقدمك على الأكابر من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و سلم و إني موصيك بخلال ٍ أربع : لا تفشين له سرا, و لا يجربن عليك كذبا ,و لا تطوين عنه نصيحة , و لا تغتابن عنده أحدا
يقول الله تعالى: ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً)) الفرقان:27-30.
تذكر بعض الروايات أن سبب نزول هذه الآيات هو أن عقبة بن أبي معيط كان يكثر من مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعاه إلى ضيافته فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل من طعامه حتى ينطق بالشهادتين، ففعل. وعلم بذلك أبي بن خلف وكان صديقَه، فعاقبه وقال له: صبأت؟ فقال: لا والله ولكن أبى أن يأكل من طعامي وهو في بيتي فاستحيت منه، فشهدت له، فقال: لا أرضى منك إلا أن تأتيه فتطأ قفاه وتبزق في وجهه، فوجده ساجدا في دار الندوة ففعل ذلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا ألقاك خارجَ مكة إلا علوت رأسك بالسيف))، فأسر يوم بدر فأمر عليًّا قتله
قال تعالى : (( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا)) (28) الكهف
آخر الفيسبوك
إنستغرام